الثلاثاء، 17 فبراير 2015

سوق الجمعة



سوق الجمعة 



الطريق المؤدي إلى «سوق الجمعة» يمر عبر أكثر من منطقة، فهناك من يأتي من الذيد مروراً بمنطقة ثوبان، ومن المناطق المحيطة بالشارقة، وهناك من يأتي من رأس الخيمة ومن ضواحي الفجيرة، أما الزوار والسياح فهم يأتون من كل مناطق الدولة ومن خارجها، فالسوق الذي يقع وسط سلسلة جبلية، محاطة بالأودية والشعاب.

يتنوع بالمحال التجارية التي تعرض المنتجات المحلية، من فواكه وخضروات التي تشتهر بزراعتها مناطق مسافي ودبا والطيبه وأعسمة، مثل البرتقال والموز والمانجا والبطيخ «اليح» باللهجة المحلية، ومن صناعات حرفية كالفخار والأواني المنزلية المصنعة محليا.وأيضا من المنتجات المستوردة كالسجاد العجمي والإيراني بمختلف ألوانه وأشكاله، كما تنتشر في السوق مشاتل لبيع فسائل الأشجار والنباتات بشتى أنواعها، كل هذه المعروضات وغيرها، أصبحت سمة السوق ومكان جذب، ليس فقط في المناسبات الوطنية والأفراح والأعياد، وإنما في عطلة نهايتي الأسبوع، حيث تتوافد أعداد كبيرة من الأسر، للتبضع وشراء كل ما يلزمها من احتياجات ضرورية.كما يؤدي «سوق الجمعة» دوراً كبيراً في ترويج صناعة الفخار، وهو من الأسواق التي تبيع وتروج لهذه الصناعة التقليدية القديمة، التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وأكثر المناطق شهرة في صناعة الفخار رأس الخيمة والفجيرة، ومناطق حتا ومصفوت، بسبب وجود المواد التي تتشكل منها صناعة الفخار.

ومن المنتجات الزراعية التي يشتهر بها السوق المنتجات الزراعية، من فواكه وخضار وجميعها من المنتجات المحلية، التي تزرع في مزارع الذيد ومسافي ودبا، وبعضها يأتي من مزارع في إمارة رأس الخيمة.التي يعد «سوق الجمعة» السوق الكبير لها، وكل هذه المنتجات تعرض في الهواء الطلق، وفي وسط طبيعة ساحرة وأجواء صافية تعطي الوقاية الصحية للمواد المعروضة، حيث تنعدم درجة الحرارة وتقل نسبة الرطوبة، وفي ظل أمطار تضفي على الأجواء الكثير من السحر والفتنة.«البيان» تجولت في سوق الجمعةوالتقت بعدد من المواطنين والوافدين السياح، وكانت الحصيلة هي هذه الآراء التي أجمع معظمها أن السوق فقد الكثير من معالمه الشعبية والاجتماعية، ولكنه ما زال يحتفظ بموقعه ومكانته، من حيث توفير كافة متطلبات الناس.:مناظر جميلة:يقول مصطفى العزاوي وهو من العراق ومقيم في الشام: جئت إلى الفجيرة للتعرف على المنطقة، ولكني وجدت هذا السوق قبل دخولي المدينة، فوجدت فيه أشياء أبهرتني، سواء من حيث موقعه والجبال التي تحيط به، أو من خلال معروضاته الجميلة والمتنوعة، وجميعها منتجات محلية وهذا هو سر انجذابي لسوق الجمعة، وها أنا أرى المشترين وهم يتجولون من مكان إلى آخر.
وأعتقد أن الشخص الزائر لهذا السوق، سوف يجد كل ما يحتاج إليه، وحقيقة أنه سوق مميز بموقعه ومعروضاته، وأكثر ما شدني إليه هو هذا الموقع الفريد، وهذه الأجواء الطبيعية الخلابة، كما لمست طيبة وكرم أهل المنطقة، الذين يستأنسون بوجود كل زائر في منطقتهم، وهذه هي من عادات أبناء المنطقة الخليجية وخاصة في الإمارات.

وكم كنا سنسعد لو حل محل هؤلاء شباب من أبناء المنطقة، فالعمل ليس عيبا، وفي نفس الوقت لا أحمل جميع الشباب، ابتعادهم عن مواصلة حرف الإباء، ولكن من يعمل في مجالات أخرى خدمة لهذا الوطن، فهو أيضا يؤدي واجبا.
ويضيف سلطان محمد من أبناء المنطقة قائلا: أنا من رواد السوق ومن المترددين عليه باستمرار، فهو يقع في مكان استراتيجي يربط السوق، بكل من إمارة الشارقة وإمارة رأس الخيمة، بالإضافة إلى إمارة الفجيرة، ويغطي السوق كافة ضواحي هذه الإمارات، وفيه يجد الزائر كل ما يحتاج إليه، انطباعي عن السوق انه مميز وفريد، ويقع في مكان جميل وسط سلسلة من الجبال.


شتلات وفواكه
يقول محمد خلفان الكندي من الفجيرة: منذ سبع سنوات وأنا أتردد على سوق الجمعة، حيث يوفر لي ولأفراد أسرتي، كل ما نحتاج إليه وأعتقد أن أسعاره معقولة جداً، فلا هي بالأسعار المرتفعة التي نراها في بقية الأسواق، وليست في الوقت نفسه أسعار رخيصة، فالأسعار قادر عليها الفقير والغني والمواطن والسائح، والشيء الجميل الذي يمكن أن يقال عن السوق.
أنه سوق مميز يقع على مشارف منطقة مسافي، ويربط بين أكثر من منطقة، ويفضل معظم سكان الضواحي، قضاء حاجياتهم من هذا السوق، خاصة يومي الخميس والجمعة وفي العطلات الرسمية، وأيضا في الأعياد وأفراح الزواج، وكل ما يحتاج إليه الفرد من حاجات ولوازم البيت يجدها في هذا السوق.

كما التقينا راشد المزروعي وعائلته المكونة من شقيقه ثاني سالم وأبنائه سالم وسهلة وشيخة ونوف راشد، من منطقة أدان، والذي قال لنا: لولا أن السوق مميز ويتوفر فيه كافة متطلبات الأسر والعوائل لما كنت رأيت هذا العدد الكبير من الزوار والمرتادين، والسوق ليس فقط يحمل دلالته الشعبية وماضيه القديم.
ولكنه ما زال يؤرخ لتاريخ المنطقة وللمنتجات التي تشتهر بها، كل ما يحتاج إليه الزائر يجده في هذا السوق، حتى الشتلات الزراعية التي هي في الأصل من تاريخ هذه المنطقة، متوفرة وبكافة الأنواع والإشكال، وأنا شخصيا أميل كثيراً إلى حب الأزهار والأشجار، وشتلات الفواكه والخضار، ولذلك تجدني دائما أبحت عن شتلات ورود وإزهار جديدة وسط هذه المشاتل.


سمات الماضي
كذلك التقينا فيصل حمد المرواحي وفرج سالم آل علي وخالد مصبح وعبدالله فهد وجميعهم من أبناء إمارة رأس الخيمة وقالوا عن السوق: أعتدنا المجيء للسوق لشراء كل لوازمنا واحتياجاتنا، حيث يتوفر في السوق كل ما يحتاج له الناس، ولا نبالغ إذا قلنا إن السوق فريد في طابعه، ومتميز في موقعه، ويربط أطراف عدة مناطق وضواحي من إمارات الدولة.
وفوق ذلك فهو مزار لكثير من الناس، والأجمل في كل ذلك،الطبيعة والأجواء الجميلة التي يمتاز بها، ولذلك نرى أن زيارتنا لسوق الجمعة إنما تعيدنا إلى بيئتنا القديمة، وحياتنا الماضية خاصة التي عاشها الآباء والأجداد.
إضافة إلى ذلك إننا نجدها فرصة في مثل هذه الأيام المباركة خواتم رمضان، من تلبية احتياجات الأسر من فواكه وحلويات للعيد، وبالمناسبة هذه عادة من قبل كثير من الأسر، حيث تفضل قضاء وشراء كل مستلزماتها في الثلاث الأيام الأخيرة من شهر رمضان.





ميزة
متنوع وبلا تكييف أو تبريد
يعتبر «سوق الجمعة» بمنطقة مسافي بإمارة الفجيرة، من أشهر الأسواق في الدولة، خاصة وأنه يغطي ثلاث إمارات، هي إمارات الشارقة ورأس الخيمة، بالإضافة إلى إمارة الفجيرة، ومن شهرة هذا السوق أنه يقع بين سلسلة من الجبال، وفي موقع استراتيجي، ويعتمد في الأساس على منتجات محلية، مثل الفواكه والخضار، وصناعة الفخار.
حيث كل ما يعرض من أدوات منزلية ومن مجسمات لمعالم في الدولة، ومن أحواض لزراعة الأشجار، جميعها تصنع محليا في عدة مناطق من إمارات الدولة، كما أن السوق يعتبر من أكثر الأسواق التي تعتني بالمشاتل، ويوجد فيه عشرات المشاتل.
التي تعرض شتلات لمختلف الأزهار والورود، وشتلات لأنواع كثيرة من الفواكه والخضار، وهي التي تغذي الكثير من المزارع المنتشرة، في مناطق مثل مسافي بالفجيرة، والذيد بالشارقة، وأذن وشمل بإمارة رأس الخيمة، ويزور سوق الجمعة الكثير من الأسر الإماراتية والعربية، يومي الخميس والجمعة.

وكذلك في الأعياد والمناسبات الخاصة، كما يشهد أفواج عديدة من السياح الأجانب، التي ترى فيه سوقا نموذجيا، يقع في موقع مهم، وتنتشر بضائعه في الهواء الطلق، دون الحاجة إلى أجهزة التكييف أو التبريد.







تأسيس
احتل «سوق الجمعة» موقعه في هذا المكان بالتحديد، منذ قرابة 30 عاما، على يد أحد أبناء منطقة مسافي المواطن خميس الصريدي، الذي افتتح محل صغير يبيع فيه منتجه من العسل المحلي، على قارعة الطريق الموصل بين الذيد والفجيرة وتحديدا في منطقة مسافي.
بعد ذلك تكاثرت حوله الدكاكين والمحال الصغيرة، التي أصبحت فيما بعد تبيع منتجات من المنطقة مثل الفاكهة والخضار، على عابري السوق والزوار القادمين إليه من مختلف مناطق الإمارات، ومن ثم تحول إلى سوق يأتيه كل يوم جمعة مواطنون من مختلف المناطق، لشراء احتياجاتهم وأشيائهم الضرورية.
وأصبح اليوم سوقا شهيرا يفد إليه أيضا من خارج المنطقة بل ومن خارج الدولة جموع من الزوار والسياح العرب والأجانب، وسوقالجمعة أيضا يحمل اليوم دلالة تاريخية للمنطقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق