بابا روتي
إماراتية عصامية، استطاعت الوصول بجسارة إلى العالمية. عملها يختص بقطاع الأغذية والمشروبات. تمتلك قرابة 300 محل تجاري لبيع الأطعمة والمشروبات الساخنة والباردة متوزعة على منطقة الشرق الأوسط. لديها 48 محلاً تجارياً داخل الدولة، وأخيراً افتتحت فرعاً جديداً في عجمان على إطلالة الكورنيش.
هي سيدة الأعمال الإماراتية رشا الظنحاني، فكيف انطلقت بمسيرة عملها في القطاع الخاص، وكيف خرجت به من المحلية إلى العالمية في فترة وجيزة؟ تقول:
جرأة في عز الأزمة
أوج الأزمة المالية العالمية كان في عام 2009 حينها واتتني الجرأة وافتتحت محلاً لبيع الأغذية والمشروبات أطلقت عليه اسم (باباروتي) والاسم عبارة عن خبز معين يقدم في جميع محلاتي مع المشروبات، واستطعت مواجهة التحديات فحققت بفضل الله النجاح، والتوسع في أعمالي يوماً بعد يوم. أنا أول إماراتية تفتح محلات تجارية لبيع الأغذية في مصر، لبنان، الأردن، وليبيا، إضافة إلى روسيا وكازاخستان، وأنوي قريباً افتتاح محل في عاصمة النور.. باريس.
فضل الدعم الأسري
ولدت في دبي لأسرة متواضعة ترعرعت فيها وكانت تدعمنا دائماً ومنذ الصغر، غرست في نفوسنا حب الوطن والاعتماد على الذات. عندما كنا أطفالاً صغاراً أخوتي وأنا كان والداي يجبراننا على القيام بالأعمال الخاصة بنا من دون الاستعانة بالخادمة، أسلوبهما الخاص بالتربية ذلك.. هو الأمر الذي ساهم في تعزيز ثقتنا بأنفسنا، وبعدم الاعتماد على الآخرين في أمورنا الشخصية، حتى في المراحل الدراسية، كنا أحياناً نطالب بأستاذ خاص لشرح بعض الدروس، إلا أن والداي كانا يصران على مذاكرتنا بمفردنا، والحمد لله أنهما فعلا ذلك. فقد استطعنا تحقيق النجاح والتفوق.
درست المراحل من الابتدائية حتى الثانوية في دبي، وبعدها التحق بالدراسة في كليات التقنية العليا، وتخرجت بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى في مجال تطوير وتخطيط الأعمال التجارية في عام 2000.
خبرات عملية مختلفة
عقب تخرجي التحقت بالعمل في قطاع البنوك، ثم قطاع الاستثمارات، وبعدها في القطاع العقاري، وكان كل قطاع من هذه القطاعات زودني بخبرة عملية جديدة. تعلمت كيف تدار الحسابات المصرفية، كما تعرفت على أداء السوق العقاري جيداً، وكيفية إدارة العقارات. تلك المعرفة التي تكونت لدي دفعتني لإنشاء عملي الخاص، فاتجهت إلى قطاع الأغذية والمشروبات، وبدأت بمحل واحد واليوم أمتلك 48 محلاً في الدولة وعلى مستوى الوطن العربي وآسيا، ولدي قرابة 300 محل تعمل بجودة عالية، وتحمل اسماً واحداً، وأتنقل بنفسي بين هذه البلدان لمتابعة سير العمل، وإجراء التفتيش المفاجئ للمحلات، للتأكد من سلامة وجودة الغذاء الذي يباع للمستهلكين في كل مدينة أمارس فيها النشاط.
الأولوية للطموح
وحول الصعاب التي واجهتها في بداية المسيرة تفيد الظنحاني، كنت أدرك منذ البداية نظرة الناس المستغربة لعمل المرأة في مجال المطاعم، وبيع الأغذية، لكونه أمراً غريباً، ولكن بالنسبة لي ليس هنالك عائق يمنع طموحي، ورغبتي في الإبداع في المجال الذي أحببته.
صحيح شرعت في الأمر في وقت الأزمة المالية العالمية، لكن ذلك حدث بعد دراسة وافية للسوق، حيث تأثر قطاع الخدمات، ولكن هنالك قطاع لا يمكن أن يتأثر، وهو قطاع الأغذية، لأن حاجة الإنسان للغذاء ملحة ومستمرة، كما خضعت لدورة شاملة عن كيفية العمل في قطاع الأغذية، إعداد المشروبات المختلفة وأصبحت على إلمام بكل صغيرة وكبيرة في مجال بيع الأغذية، وأحببت المجال، وأول عمل قمت به في افتتاح أول محل، أنني عملت مع فريق العمل في إعداد القهوة والمشروبات، واستغرب كثيرون ذلك، وتساءل آخرون كيف أعمل مع موظفيِّ وأنا صاحبة المحل، وكنت أجيبهم بأن العمل شرف، وليس به عيب، وإنني استمتع بعملي، كما تربطني علاقة ود واحترام مع جميع العاملين معي، وهم يبادلوني المشاعر نفسها.
لا تقلقني المنافسة
طبعاً هنالك منافسة، ولكنني جئت بشيء جديد، وهناك من بدأ يقلدني، ولا أعتبر هذا الأمر منافسة باعتباري رائدة في إطلاق هذه الخدمات.
جائزتان
حصلت رشا الظنحاني على جائزتين في العام الحالي، الأولى جائزة أفضل مشروع، والثانية جائزة أفضل سيدة أعمال في دبي.
سلسلة مطاعم عالمية
أسعى لتكوين سلسلة مطاعم عالمية خاصة بي، وتعمل بجودة عالية، وأن أقدم جديداً لخدمة المجتمع، فالمرأة الإماراتية حققت النجاح على كل الصعد بفضل القيادة الرشيدة للدولة، التي تدعم المرأة وتسهل لها طرق النجاح والتميز، فالإماراتية وزيرة ومديرة في القطاع الحكومي، وسفيرة وعضوة في المجلس الوطني الاتحادي، وطبيبة.. وبكل هذه الأدوار المرأة مساهم حقيقي في تعزيز مسيرة التنمية الشاملة في الدولة. كما لا تقل أهمية ولوج الإماراتية للعمل في القطاع الخاص من خلال الابتكار وعدم تكرار المشاريع النسائية المعروفة مثل الصالونات والأزياء، يجب عليها أن تبحث عن الإبداع، وهو وسيلة النجاح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق